عندما تسمع كلمة غرنيكا ترتجف يداك و تتذكر لوحة بيكاسو الأسطورية المستوحاة من قصف مدينة غرنيكا ولكن لماذا أصبحت تلك اللوحة أسطورية؟ دعني أحلق معك فى تاريخ اللوحة فلها شأن ووقع في الذهن لا يقل عن تاريخ بلدة بأكملها
التاريخ
فى ٢٦ أبريل من عام ١٩٣٧ قامت القوات الألمانية و الإيطالية مجتمعة بقصف مدوى على مدينة غرنيكا فى واحدة من أوائل الضربات للسلاح الجوي الحديث على مواطنين مدنيين عزل. لا يزال عدد الضحايا موضع جدل؛أحصت حكومة الباسك ١٦٥٤ قتيلا، بينما قدرت دراسة إسبانية العدد بحوالي ١٢٦ قتيلا و لكن يبقى السؤال الحقيقى كم عدد الضحايا الذي أحصاها بيكاسو صاحب اللوحة الأسطورية؟
بيكاسو: الإحصاء الحقيقي
كما ذكرنا من قبل فإن عدد الضحايا لهذا القصف الوحشى مازال موضع للجدل و لكن ما ليس فيه شك وجدل هو ما خلفه بابلو بيكاسو من وقع فى نفس كل من ينظر إلى لوحته لما تحمله من آلام و أوجاع لا تستطيع الأرقام وحدها أن تعبر عنها. لقد عاش بيكاسو فى فرنسا منذ سنة ١٩٠٤ ولم تكن معارضته لنظام بلده الأم إسبانيا سراً. لم يشهد بيكاسو الواقعة بنفسه لحظة وقوعها ولكن عند قرائته مقالة فى جريدة التايمز كتبها الصحفي الإنجليزى من أصول جنوب أفريقية جورج ستير بعنوان”مأساة جرنيكا بلدة تدمر من الجو” تأججت مشاعر بابلو بيكاسو و دفعته للبدء فى رسم اللوحة
التعمق فى الغرنيكا
عندما تنظر إلى لوحة الغرنيكا ينتابك شعور أنها ليست لوحة و لكن فيلم متحرك فى إطار ثابت كالسجن الذي يحاول ضحاياه الهروب. وتُسمع صرخات فى اللوحة لا يحتمله أصحاب القلوب الضعيفة. فإن المأساة الحقيقية متجسدة فى الرسومات والرموز كأنها تبكي و تصرخ “الغوث الغوث” ما أشبه تلك اللوحة بواقع الحروب المؤلم الذى لا يخفى على أحد. لا اعرف هل قام بيكاسو برسم الماضي ام الحاضر؟
رموز، فنون و حرب
اللوحة مليئة بالرموز وأكثرها الصراخ مما يوضح حالة المعاناة المستمرة التى تجسدها اللوحة و تصور الحقبة المرعبة من التاريخ وآثار الحروب. حتى عندما انتهى من اللوحة بيكاسو لم ينتهى مسلسل الهلع فخاف بيكاسو على اللوحة من الاحتلال النازي لفرنسا و أقرضها إلى متحف الفن المعاصر لتكون لوحة و رسالة من الماضي إلى الحاضر

Ahmed Abo El Ghar
With a background as a digital artist, I have been ghostwriting and editing for years. It has given me a broad knowledge of art and developed a passionate writing style that includes an in-depth analysis and unique perspective that gives my readers a new and different experience. I have managed to reach number 40 in Beatport’s top minimal releases. I also work as a creative music producer.
1 Comment
Add comment Cancel reply
You must be logged in to post a comment.
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
A very well written article about one of my favorite paintings. Keep up the creative work! 😉