رُسِمَ رَمزياً: تدريب ظريف للتفكير برمزيّة اللغة

عُرضت مجموعة ”رسم رمزيا“ للفنانة حنان خليل في غاليري جاكراندا اميجيز. تتكون المجموعة من أكثر من 80 عمل فني بدأت الفنانة حنان خليل العمل عليهم طوال الاثني عشر شهرا الماضية

بدأت الفكرة من سكيتش كنت قد رسمته في دفتر قديم… و بدأت بتجميع رسوماتي للمعرض من نوفمبر الماضي

لوحات حنان خليل في جاكراندا اميجز

لكل لغة عباراتها الاصطلاحية والاستعارات والتعبيرات الخاصة بها. إن فكرة ”رُسِمَ رمزياً“ مبنية على تجسيد عبارات تُستخدم في اللغة العربية و باللهجة الاردنية بشكل حرفيّ مما يحث الزوار على التفكير في رمزيّة اللغة التي لطالما استُخدمت بشكل تلقائي ومُسلم به، قد يحثنا أيضا على التفكير بسلبية بعض العبارات التي تُستخدم لإطلاق الأحكام على من حولنا. لا يُسلّط العمل الضوء على الفكاهة والظرافة التي نشعر بها مع كل عبارة مرمزة فحسب, بل أيضا هو توثيق للغة المحكية التي نتداولها من جيل إلى آخر تلقائيا بشكل محكي و غير مسجل، تقول حنان

أعتقد أن اللغة تخلق في بعض الأحيان حاجزا بين الناس، ومن هنا أعمل لتقريب الناس من مختلف الثقافات إلى بعضهم البعض. أعتقد حقا أن فهم النكات و التلاعبات اللفظية والتعابير داخل الثقافات يعزز شعورنا بالانسجام والوحدة

beautiful as the moon#illustration

35 Likes, 0 Comments – hanan khalil- Jordan (@hanank72) on Instagram: “beautiful as the moon#illustration”

فعلى سبيل المثال، احدى المجسمات المعروضة تُمثل ثلاث شخوص باطوال مختلفة مصنوعة من الخشب، الغريب بهذه الشخوص ان ثلاثتها لها رؤوس دائرية غريبة الشكل و تشبه البدر، عند إمعان النظر فيها نستنتج إنها تجسيد حرفي لتعبير”مثل القمر“ الذي نستخدمه للدلالة على الجمال. التعبير نفسه موجود ايضا بلوحة أخرى مرسومة بالألوان

لوحات حنان خليل في جاكراندا اميجز

انغماس حنان بهذا العمل واضح عبر تجسيدها للعبارات مُستخدمة أكثر من وسط فني واحد، فنجد اللوحات المرسومة بأقلام التحديد الملونة على الكرتون بالاضافة الى بعض اللوحات المرسومة بالفحم على خلفية بيضاء و استخدمت أيضا بعض المجسمات الصغيرة المصنوعة من الخشب و الصلصال سريع الجفاف. . يعكس العمل الإصرار والثبات على تجميع العبارات و إنتاجها بشكل فنيّ متناغم، فجميع القطع تتشارك بأسلوب رسم واحد ينبض بالألوان التي تتناقض أحيانا وتنسجم أحيانا

كل رسمة في هذه المجموعة تتطلب من الزائر التفكير لثواني او ربما لدقائق لربطها بالعبارة التي تجسدها. فالى جانب الاستمتاع بالجهد الفني وراء كل قطعة و إتقان التنفيذ، هناك عامل التسلية التي يتمتع بها الزائر كما لو أنه يحاول حل لعبة كلمات متقاطعة مصورة

لوحات حنان خليل في جاكراندا اميجز

كل الرسوم موجودة في كتاب ”رسم رمزيا: الجزء الأول“، الذي سيتبعه جزء ثاني في العام المقبل كما وعدت حنان. كل رسم بالكتاب يحتل صفحة و في خلفها نَجد المصطلح الحرفيّ وتفسير المعنى مكتوب بطريقة واضحة باللغتين العربية والانجليزية، مما يجعله مناسب لمن يريد تخمين معنى كل رسمة او لمن يريد تعلم اللغة التعبيرية المحكية بطريقة ممتعة و سلسة… فإن واجهت صعوبة بحفظ الكلمات، لا بد أن ترسخ الصورة في ذاكرتك